للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرن الحادي عشر:

وجاء القرن الحادي عشر الهجري فألف تقي الدين بن عبد القادر التميمي الداري الغزي المصري الحنفي المتوفى سنة ١٠٠٥ هـ كتابه " الطبقات السنية في تراجم الحنفية "، وهو أكبر موسوعة في تراجم الحنفية، وقد أوعى فيه وأجاد كما يقول حاجي خليفة (١)، ثم ألف نور الدين علي بن سلطان (محمد سلطان) الهروي القاري المتوفى سنة ١٠١٤ هـ كتاب الأثمار الجنية في أسماء الحنفية (٢).

* * *

القرن الثالث عشر:

وفي القرن الثالث عشر الهجري شغل أبو الحسنات محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي المتوفى سنة ١٣٠٤ هـ بهذا الأمر، ورأى أنه لو جمع رجال المذهب في كتاب فسيصير المجموع أكبر، لا ينتفع به إلا الأندر، ففرقهم في أكثر من كتاب، فصنع لرجال الهداية كتاب " مقدمة الهداية "، وجعل له ذيلا سماه " مذيلة الدراية "، وأفرد لتراجم شراح الجامع الصغير وأرباب المتون المشهورة وأصحاب الكتب المعروفة رسالة سماها " النافع الكبير "، وذكر من له أو لكتابه ذكر في شرح الوقاية كما ذكر شراح الوقاية ومحشى شرح الوقاية وشراح النقابة في مقدمة شرحه لشرح الوقاية المسمى " بالسعاية في كشف ما في شرح الوقاية "، ثم اطلع على كتاب الكفوي ولخص منه تراجم الفقهاء دون حذف ما يتعلق بها، ثم حذف الفوائد الفقهية وزاد بعد ذلك عليها، وسمى عمله هذا " الفوائد البهية في تراجم الحنفية "، فرغ منه سنة ١٢٩٢ هـ (٣).

* * *

هذا مبلغ ما وصل إليه علمنا من كتاب تراجم الفقهاء، ولعل ما لم يصل إلينا كثير حافل بالتراجم العلمية، والفوائد والنكت الفقهية، وهذا الذي عرفناه من كتب تراجم الفقهاء، كثير منه نعرفه بالاسم فقط أما أصوله فقد عدت عليها العوادي، وفقدناها فيما فقدنا من تراثنا العظيم.


(١) انظر مقدمة تحقيق الطبقات السنية ١٣ - ١٦.
(٢) البدر الطالع ١/ ٤٤٥ خلاصة الأثر ٣/ ١٨٥ الفوائد البهية ٣، ٨.
(٣) الفوائد البهية ٣، ٤، ٣٤٨، معجم المطبوعات ١٥٩٥.