للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما الإسلام فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال الجوارح الظاهرة من القول والعمل، وأول ذلك شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وهو عمل اللسان، ثم إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا.

وهي منقسمة إلى عمل بدني كالصلاة والصوم، وإلى عمل مالي وهو إيتاء الزكاة، وإلى ما هو مركب منهما كالحج بالنسبة إلى البعيد عن مكة، فمن أكمل الإتيان بمباني الإسلام الخمس صار مسلما حقا مع أن من أقر بالشهادتين صار مسلما حكما، فإذا دخل في الإسلام بذلك ألزم بالقيام ببقية خصال الإسلام.

فإن جميع الأعمال الظاهرة داخلة في مسمى الإسلام، ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (١)»، وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: أن تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف (٢)»، وما أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه عن


(١) البخاري برقم ١٠ و٦٤٨٤، ومسلم برقم ٤٠، وأحمد في المسند ٢/ ١٦٠ و١٦٣ و١٨٧ و١٩١ و١٩٢ و١٩٥ و٢٠٥ و٢٠٦ و٢٠٩.
(٢) الإمام أحمد ٢/ ١٦٩ و١٧٠ و١٩٦ و٢٩٥ و٣٢٣ و٣٢٤ و٣٩١ و٤٤٢ و٤٩٣ و٤٩٥ و٥١٢، والبخاري برقم ٦٢٣٦، ومسلم برقم ٣٩.