للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول ابن كثير: يقول تعالى: ولو أننا أجبنا سؤال هؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها فنزلنا عليهم الملائكة، أي: تخبرهم بالرسالة من الله بتصديق الرسل، كما سألوا فقالوا: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} (١) و {قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ} (٢) {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} (٣).

{وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى} (٤) أي: فأخبروهم بصدق ما جاءتهم به الرسل {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا} (٥) من المقابلة والمعاينة. . . قال مجاهد: {قُبُلًا} (٦) أفواجا، قبيلا قبيلا، تعرض عليهم كل أمة بعد أمة فنخبرهم بصدق الرسل فيما جاءوهم به {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (٧) أي: إن الهداية إليه، لا إليهم. بل يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهو الفعال لما يريد، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، لعلمه وحكمته، وسلطانه وقهره وغلبته، وهذه الآية كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ} (٨) {وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} (٩)، (١٠).


(١) سورة الإسراء الآية ٩٢
(٢) سورة الأنعام الآية ١٢٤
(٣) سورة الفرقان الآية ٢١
(٤) سورة الأنعام الآية ١١١
(٥) سورة الأنعام الآية ١١١
(٦) سورة الأنعام الآية ١١١
(٧) سورة الأنعام الآية ١١١
(٨) سورة يونس الآية ٩٦
(٩) سورة يونس الآية ٩٧
(١٠) تفسير ابن كثير ج ٣ ص ٣١١.