للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وظلمه، إلا من فوق الله، وبالله المستعان. . وقال ابن كثير عن معنى {ظَلُومًا جَهُولًا} (١) يعني: غرا بأمر الله.

قال ابن عباس: عرضت على آدم فقال: خذها بما فيها، فإن أطعت غفرت لك، وإن عصيت عذبتك. قال: قبلت فما كان إلا قدر ما بين العصر إلى الليل من ذلك اليوم، حتى أصاب الخطيئة (٢).

وقال القرطبي: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} (٣) قال الحسن: المراد الكافر والمنافق {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا} (٤) لنفسه {جَهُولًا} (٥) بربه. . . وهذا العرض عرض تخيير لا إلزام. . . (٦)

وهذه الآية تدل على أن الإنسان عندما تحمل هذه الأمانة كان يجهل تكاليفها ووافق على شرط هذا التكليف وهو النعيم لمن أطاع والعذاب لمن عصى لكنه لفرط ظلمه لنفسه، وفرط جهله بربه وبشرعه تحملها ووقع فيما وقع فيه لكن الله وعده بالمغفرة والرحمة إذا أقبل إليه وتاب من ذنوبه.


(١) سورة الأحزاب الآية ٧٢
(٢) تفسير ابن كثير ج ٦ ص ٤٧٧.
(٣) سورة الأحزاب الآية ٧٢
(٤) سورة الأحزاب الآية ٧٢
(٥) سورة الأحزاب الآية ٧٢
(٦) تفسير القرطبي ج ١٤ ص ٢٥٥.