للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما بال دعوى جاهلية؟ " قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: " دعوها فإنها منتنة (١)». . . الحديث (٢).

قال ابن حجر: الكسع: ضرب الدبر باليد أو بالرجل. . . وذلك شديد عند أهل اليمن. . . وقوله "يا للأنصار" هي للاستغاثة أي أغيثوني، وقوله: " دعوها فإنها منتنة " أي دعوة الجاهلية. . . " ومنتنة " من النتن أي: أنها كلمة قبيحة خبيثة. . . (٣)

جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه العقيدة والشريعة؛ نقية صافية خالية من كل الشوائب؛ الولاء فيها لله ولرسوله، الأخوة فيها أخوة الدين، لا عصبية، ولا حمية، للعشيرة أو للقبيلة، أو لأي أمر من الأمور غير الدين، كل أمور الجاهلية وضعها الإسلام، وحذر منها، وحاربها. . . حتى يبقى المجتمع المسلم مجتمعا طاهرا نظيفا نقيا خاليا من كل المنغصات، ومن كل ما يؤثر على الأخوة والمحبة في الله، ولذلك جعل الانتصار للقبيلة أو للعشيرة من أمور الجاهلية التي لا يقبلها الإسلام بأي حال، وهذا قمة في تنقية النفوس والمجتمعات من أدران الجاهلية من عصبية وحمية وغير ذلك.


(١) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٩٠٥)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٨٤)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٣١٥)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٩٣).
(٢) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب ٥ رقم ٤٩٠٥ (فتح الباري ج ٨ ص ٦٤٩.
(٣) فتح الباري ج ٨ ص ٦٤٩.