للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الناس. فيقال له: لا دريت ولا تليت. فيضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين (١)».

قال ابن حجر: وفي حديث البراء فيقولان له: «من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري (٢)» وهو أتم الأحاديث سياقا. . . قوله لا أدري المعنى لا دريت ولا اتبعت من يدري. . وقال الأصمعي: أي لا دريت ولا استطعت أن تدري، ووقع عند أحمد من حديث أبي سعيد «لا دريت ولا اهتديت (٣)» وفي رواية البراء عند أبي داود: بعد أن يقول لا أدري قال: «فينادي مناد: أن كذب عبدي فأفرشوه من النار (٤)». . . الحديث (٥).

ويتضح من الروايات أنه عاش حياته جاهلا، لم يبذل أدنى جهدا في التعلم، لم يكلف نفسه أي عناء في معرفة سر وجوده في الحياة، عاش عيشة البهائم، ومات ميتة البهائم، وانتبه بعد موته، فأجاب عن الأسئلة الثلاثة في القبر بلا أدري، وفي رواية: سمعت


(١) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، رقم ١٣٧٤ (فتح الباري ج ٣ ص ٢٣٢).
(٢) سنن أبو داود السنة (٤٧٥٣)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٨٨).
(٣) فتح الباري ج ٣ ص ٢٣٩.
(٤) سنن أبو داود السنة (٤٧٥٣)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٨٨).
(٥) سنن أبي داود، كتاب السنة، باب المسألة في القبر ج ٤ ص ٢٤٠.