للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواية معاوية بن أبي سفيان (١). وهذه الجملة «يفقهه في الدين (٢)» تعني الشيء الكثير، ويدخل في مضمونها وعمومها فقه التعامل مع غير المسلمين، فصلوات الله وسلامه على من أعطى جوامع الكلم، إذ من حق الوافدين علينا دعوتهم إلى الله على بصيرة، بالحكمة واللين مع ما يلزمنا من العلم بما ندعوهم إليه.

وليعلم كل مسلم أن الدعوة إلى الله هي سبيل الأنبياء والرسل، وأن من اتبع محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان عليه الدعوة إلى الله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (٣)، والحمد لله تعالى الذي يسر لنا قدومهم إلينا. مما جعل الأمر سهلا في دعوتهم إلى الله، وإنقاذهم من الكفر والشرك إلى دين الإسلام، فهل من مغتنم؟ لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. كيف وقد كان الصحابة يسافرون الأيام الطويلة ويقطعون الفيافي والقفار للجهاد والدعوة إلى الله مع الفقر والحاجة، يربطون على بطونهم من الجوع فرضي الله عنهم.

واليوم وقد يسر الله لنا وصولهم إلينا فما علينا إلا أن نبذل لهم التعليم والتوجيه والإرشاد. نسأل الله الهداية للجميع، وأن يجعل العمل خالصا لوجهه الكريم، فبه يكون النجاح والفلاح، والله المستعان.


(١) فتح الباري ج١ ص١٦٤. ومسلم ح١٠٣٧، كتاب الزكاة ج٤ ص١٣٧.
(٢) صحيح البخاري العلم (٧١)، صحيح مسلم الإمارة (١٠٣٧)، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٢١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٩٣)، موطأ مالك كتاب الجامع (١٦٦٧)، سنن الدارمي المقدمة (٢٢٦).
(٣) سورة يوسف الآية ١٠٨