للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى هدى الله على أيديهم الكثير وانتشر بهم الإسلام.

وإذا كان أعداء الإسلام يرسلون المبشرين بدين النصارى، ويتكبدون المشاق في رحلاتهم، ويبذلون الأموال لنشر دينهم، وهم على باطل فكيف بنا لا ندعو إلى الله، ونحن على الطريق الصحيح الذي اختاره الله ورضيه لنا دينا؟ ومن حسنت نيته، وصلحت سريرته فلن يضيع الله عمله، وصدق الله إذ يقول: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (١)، ويقول جل وعلا: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (٢)، ويقول تعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} (٣).

ووصيتي لكل من خرج إلى البلدان غير المسلمة أن يراقب الله في السر والعلن، وأن لا يتبع نفسه هواها، وأن يتذكر دائما أن الله يعلم السر وأخفى، وأن معه حفظة كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون، يكتبون الحسنات والسيئات حتى الأنين يكتب، فكيف بالأعمال؟ وليعلم أن العبد محاسب ومجزى على عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر. فليكن المسلم قدوة حسنة في دينه وخلقه، وتعامله وكافة أعماله ومعاملاته، متحليا بالصدق والأمانة، والنزاهة والابتعاد عن


(١) سورة الكهف الآية ٣٠
(٢) سورة هود الآية ١١٥
(٣) سورة الأعراف الآية ١٧٠