للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدلت الآية والحديث أن الأخوة إنما تكون بين المؤمنين. انتهى (١).

أقول: وأنت ترى أن الأخوة إنما تكون بين المسلمين والمؤمنين، ولا تكون بين مسلم وكافر، وأنه إن قصد المنادي بلفظ أخ التودد والتلطف، فإنه مخطئ آثم بنص القرآن الكريم، أما إذا كان قصده المناداة فقط، فلا بأس بذلك إن شاء الله، وفي الكل إذا لم يعرف اسمه، أما إذا عرف اسمه فإن المناداة والتخاطب تكون باسم المنادى وهو أولى وأسلم.

أما إذا كان من باب السخرية والاستهزاء أي يصف المنادى بصديق أو رفيق، على صفة الاحتقار والتشبيه له بالأجنبي وقد يكون يعرف اسمه ولقبه وكنيته، وأنه عربي اللسان ويناديه بهذا من باب التحقير، وكأن المنادى في نظره أجنبي اللسان والمعتقد، وأنه أفضل منه ولو كان مسلما، فهو لا يوازي طبقته العلية الرفيعة كسعودي، وربما كان هذا المحتقر أرفع منزلة عند الله وأعلى مكانة {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (٢) «انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا بالتقوى» قال ابن كثير: تفرد به أحمد من رواية أبي ذر أن رسول


(١) مجموع فتاوى ومقالات ج ٢ ص ٧٣.
(٢) سورة الحجرات الآية ١٣