للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما كل من يتلو الكتاب يقيمه ... وما كل من في الناس يقرئهم مقرى (١)

ولم يكن القراء بعد فساد اللسان يلجأون إلي طريقة القراءة علي الطلاب والاكتفاء بها دون العرض والسماع منهم إلا حين يزدحم عليهم الطلاب فلا يتمكنون من سماع كل على حدة، ومن أولئك الإمام الكسائي رحمه الله تعالى: قال ابن الجزري عنه: كان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس علي كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره، وهم يستمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ. (٢).

وقال الطيب بن إسماعيل: سمعت الكسائي وقد قرأ علينا ختمتين ما من حرف إلا سألناه عنه (٣).

وقد تقدم أن ابن الجزري لما قدم القاهرة وازدحم عليه الخلق لم يتسع وقته لقراءة الجميع عليه وسماعه من كل منهم فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها كلهم بصوت واحد. وهذه طائفة ممن روي عنهم


(١) من قصيدة للخافاني: انظر قصيدتين في تجويد القرآن: ١٨.
(٢) غاية النهاية: ١/ ٥٣٨.
(٣) المصدر السابق: ١/ ٣٤٣.