للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدماء وصفوها بالتشدد، وصفوها بالاعتداء على العالمين {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (١). أعانهم على ذلك بعض أبناء جلدتنا قلت ديانتهم فخانوا أمانتهم وقالوا الباطل والزور.

أيها العقلاء أيها الأحرار، أتدرون من هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ إنه رجل أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قرأ كتاب الله وكلام رسوله، فآمن بهما عاش في واقع مرير، تسلط فيه الطغاة، وقهر القوي الضعيف، عاش في مجتمع غلب عليه الجهل والقتل والسلب والتفرق فلم يرض بهذا الواقع ونهض بمسئوليته آخذا بميثاق ربه {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (٢)، فدعا إلى الله، دعا إلى عبادة الله وإخلاص الدين له، عاش في مجتمع تعلقوا بالقبور والأشجار والأحجار، دعاهم إلى توحيد الله، دعاهم إلى اتباع الكتاب والسنة، دعاهم إلى العدل والاجتماع والبعد عن السلب والنهب والإفساد، دعاهم إلى حياة دينية مدنية هنيئة، سار على ذلك أتباعه، وعلى هذا مضت حكومات هذه البلاد وملوكها، قامت هذه الدولة العزيزة


(١) سورة الكهف الآية ٥
(٢) سورة آل عمران الآية ١٨٧