للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيها المسلمون. . إن نعمة الأمن من أعظم النعم التي امتن الله بها على عباده. . بها يهنأ العالم والعابد والجاهل، بها يهنأ الصغير والكبير، بها يهنأ الرجل والمرأة، بها يهنأ الإنسان بل والحيوان. الأمن ينال بالإيمان والاستقامة على طاعة الرحمن {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} (١).

أيها المسلمون لقد مر بأسلافكم المسلمين أعوام لا يكاد يحج البيت إلا النذر القليل إذا ودع الحاج أهله فإنهم لا يرجون رجوعه فالطريق مخوف والسفر طويل والأمن قليل.

وها أنتم تنعمون بهذه النعمة السابغة فاشكروا ربكم عليها وأدعو لمن تسبب فيها من ولاة هذه البلاد الذين حرصوا على العناية بالحرمين أمنا وتوسعة وتهيأة بكل ممكن للتيسير على حجاج بيت الله.

فمنذ تولي الملك عبد العزيز غفر الله له، وشرفه بولاية هذا البيت والبيت يزداد كل عام خيرا، تعاقب علية أبناؤه الملوك البررة، ولا يزال إلى هذا العهد المبارك في عزة وقوة، فجزى الله الجميع خيرا، ووفقهم لما يحبه ويرضاه، وأعانهم على كل خير.


(١) سورة النور الآية ٥٥