للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المقدمة]

الحمد لله الذي حجت الألباب بدائع حكمه، وخصمت العقول لطائف حججه، وقطعت عذر الملحدين عجائب صنعه، وهتفت في أسماع العالمين آياته وسننه، شاهدة أنه الله الذي لا إله إلا هو، الذي لا عدل له معادل، ولا مثل له مماثل، ولا شريك له مظاهر، وأنه الجبار الذي خضعت لجبروته الجبابرة، والعزيز الذي ذلت لعزته الملوك الأعزة، وأذعن له جميع الخلق بالطاعة طوعا وكرها. كما قال الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (١).

فكل موجود إلى وحدانيته داع، وكل محسوس إلى ربوبيته هاد (٢).


(١) سورة الرعد الآية ١٥
(٢) انظر: مقدمة الإمام الطبري في تفسيره: جامع البيان عن تأويل القرآن ٣، ٤.