للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصوله وفروعه ومن أجل ذلك فقد حظيت بعناية المسلمين على مر العصور دراسة وشرحا واستنباطا وتخريجا واختصارا وفهرسة. . . .

وبحثي المتواضع هذا محاولة في دراسة " سنن أبي داود " وبيان منزلة هذا الكتاب وذكر خصائصه والتعريف بمؤلفه.

ويقع في بابين:

الأول: في حياته.

الثاني: في سننه.

وأرجو أن يكون كلامي تذكيرا لأهل العلم بواجب خدمة هذه الكتب وحثا لأولي الأهلية على القيام بهذا الواجب، ولعل من أهم مجالات الخدمة التي نتطلبها تخريج أحاديث هذه الكتب وتحقيق الحكم عليها.

وأنا أعرف أن ذلك مطلب ليس يسيرا ولا هينا، ذلك لأن الحديث الواحد قد يكون مرويا بأسانيد متعددة، فإذا كان سنده في كتاب ضعيفا فليس يبعد أن يكون واردا في كتاب آخر معتمدا بسند قوي.

من أجل ذلك ينبغي أن نقرر أن هذا الحديث بهذا السند يستحق هذا الحكم، والذي يخفف من الحرج أمران:

أولهما: عندما نحكم على حديث بأنه ضعيف بسبب ضعف سنده لا نكون قد أخطأنا.

هذا والمشكلة تكون كبيرة عندما ندخل في الدين ما ليس منه أما أن نحكم على حديث بالضعف بسبب ضعف سنده فهذا أمر طبيعي، ويبقى هذا الحكم ساريا حتى نقف على طريق آخر صحيح له. وإذا بذل المرء جهده ومستطاعه كان مأجورا إن شاء الله ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

وثانيهما: أنه مما يخفف من الحرج والمشقة أننا إذا جرينا على هذا النهج في الكتب الأخرى نستطيع بوساطة الفهارس العديدة أن نتبين بسهولة بالغة إن كان هذا الحديث مثلا مرويا في كتاب آخر بسند صحيح.

وأحسب أن العقل الإلكتروني يساعد في هذا المجال إن استخدام مساعدة فعالة.

وأنا أسأل الله أن يشرفني بالانضواء تحت لواء الخادمين لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المدافعين عنها العاملين بها إنه سبحانه خير مسؤول.

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (١) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الرياض في ٢٠ صفر سنة ١٣٩٤ هـ.

محمد بن لطفي بن عبد اللطيف بن ياسين الصباغ


(١) سورة البقرة الآية ٢٠١