للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الراغب: الثناء عليه بالفضيلة. وقال الشيخ: ابن عثيمين: وقوله تبارك وتعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} (١) أي سبح الله مصحوبا بالحمد، فالباء هنا للمصاحبة، وذلك لأنه إذا كان التسبيح مصحوبا بالحمد فإنه به يتحقق الكمال؛ لأن الكمال لا يتحقق إلا بانتفاء العيوب، وثبوت صفات الكمال، فانتفاء العيوب مأخوذ من قوله: سبحانك؛ لأن التسبيح معناه التنزيه عن كل نقص وعيب، وثبوت الكمال مأخوذ من قوله: وبحمدك؛ لأن الحمد هو وصف المحمود بالصفات الكاملة، وليس هو الثناء كما هو مشهور عند كثير من العلماء، وبعضهم يقول: بالجميل الاختياري وما أشبه ذلك، والدليل على ذلك الحديث القدسي، حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله قال: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين - يعني الفاتحة - فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال: حمدني عبدي. فإذا قال: الرحمن الرحيم. قال أثنى علي عبدي (٢)» ففرق بين الحمد والثناء. والمهم أن الإنسان إذا جمع بين التسبيح والحمد فقد جمع بين إثبات الكمال لله ونفي النقائص عنه (٣).


(١) سورة النصر الآية ٣
(٢) صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب فضل الأذان، صحيح مسلم ١/ ٢٩٦.
(٣) شرح رياض الصالحين ٣/ ١٧٥، ١٧٦.