للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منفردا في محرابه لعبادة ربه، فلما اتضح له أنهم جاءوا في حكومة، وبرز منهم اثنان للتحاكم، كما قص الله تعالى، وأن داود - عليه السلام - ظن دخولهم عليه في ذلك الوقت ومن تلك الجهة إنفاذ من الله له أن يغتالوه، فلم يقع ما كان ظنه، فاستغفر من ذلك الظن (١).

ثالثا: من المفسرين من توقف، ووكل علم الفتنة التي فتن بها داود إلى الله عز وجل. قال ابن كثير: فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة وأن يرد علمها إلى الله عز وجل، فإن القرآن حق، وما تضمن فهو حق أيضا (٢).

رابعا: أن الفتنة التي فتن بها داود تتعلق بالحكم بين الناس حيث حكم قبل أن يسمع كلام الآخر (٣)، كما قص القرآن الكريم ذلك، أو أنه اعتزل الناس، وهو الحاكم والناس محتاجون له، أو أنه حكم في حال الفزع، وكلها آداب تتعلق بالحكم بين الناس ونصت عليها الآيات من مثل قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} (٤) وإن في التعقيب على


(١) البحر المحيط ٧/ ١٥١.
(٢) تفسير القرآن العظيم ٧/ ٥١.
(٣) انظر: فتح القدير ٤/ ٤٢٧، وفي ظلال القرآن ٥/ ٣٠١٨.
(٤) سورة ص الآية ٢٢