للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واجتناب الحرام، والتحذير من الكفر أو العصيان. والاقتداء بحياة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي على الاستقامة، حيث أشار لذلك ابن عطية الأندلسي أن الأمر بالاستقامة للنبي صلى الله عليه وسلم هو للدوام والثبات على الاستقامة، قال ابن عطية في تفسيره لهذه الآية: (أمر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالاستقامة، وهو عليها، وإنما هو أمر بالدوام والثبوت، وهذا كما تأمر إنسانا بالمشي والأكل ونحوه وهو ملتبس به. والخطاب بهذه الآية للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين تابوا عن الكفر، ولسائر أمته بالمعنى) (١).

وبذلك يتضح أن الخطاب في هذه الآية للنبي صلى الله عليه وسلم بالثبات والدوام على الاستقامة ولعموم المسلمين، قال البيضاوي في تفسيره لهذه الآية: أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستقامة مثلما أمر بها. وهي شاملة للاستقامة في العقائد والأعمال: من تبليغ الوحي، وبيان الشرائع كما أنزل، والقيام بوظائف العبادات من غير تفريط وإفراط.

ولا تطغوا: أي ولا تخرجوا عما هو لكم، فهو مجازيكم عليه، وهو في معنى التعليل للأمر والنهي، وفي الآية دليل على وجوب إتباع النصوص من غير انحراف (٢).


(١) ابن عطية، المحرر الوجيز ٣/ ٢١١.
(٢) البيضاوي، أنوار التنزيل ١/ ٤٧٢.