للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتوحيد (١).

وقال البيضاوي في تفسير هذه الآية: لا أدعوكم لما تنبو عنه العقول والأسماع، وإنما أدعوكم إلى التوحيد والاستقامة في العمل، وقد يدل عليهما دلائل العقل وشواهد النقل، فاستقيموا في أفعالكم متوجهين إليه، أو فاستووا إليه بالتوحيد، والإخلاص في العمل، واستغفروا مما أنتم عليه من سوء العقيدة والعمل، ثم هددهم على ذلك فقال: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} (٢) من فرط جهالتهم واستخفافهم بالله فالاستقامة هي طاعة الله عز وجل، وعدم الخروج عن الصراط المستقيم.

أما الشيخ السعدي رحمه الله تعالى فقال: (أي اعترفوا بربوبية الله تعالى، واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم علما وعملا، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) (٣).

٣ - اتبع: حيث ورد بصيغة الأمر، كقول الله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (٤)، قال ابن جرير " اتبع، يا محمد، ما أمرك به ربك في وحيه الذي أوحاه إليك، فأعمل به، وازجر عما


(١) ابن عطية، المحرر الوجيز ٥/ ٤.
(٢) سورة فصلت الآية ٦
(٣) السعدي عبد الرحمن، تيسير الكريم الرحمن ٧/ ٨٤.
(٤) سورة الأنعام الآية ١٠٦