للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله باتباعه في هذه الآية، حيث وحد لفظ صراطه وسبيله وجمع السبل المخالفة له، ومن هنا اضطرار سؤال الله هداية الصراط المستقيم فوق كل ضرورة (١).

وفي تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى لهذه الآية: أي هذه الأحكام مما بينه الله في كتابه ووضحه لعباده صراط الله الموصل إليه، وإلى دار كرامته، المعتدل، السهل، المختصر، فاتبعوه لتنالوا الفوز والفلاح، وتدركوا الآمال والأفراح، ولا تتبعوا الطرق المخالفة فتضلكم عنه، وتفرقكم يمينا وشمالا، فإذا ضللتم عن الصراط المستقيم فليس ثم إلا طرق توصل إلى الجحيم (٢).

وفي صيغة الجمع: قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} (٣).

قال ابن جرير أي " اتبعوا أيها الناس، ما جاءكم من عند ربكم بالبينات والهدى، واعملوا بما أمركم به ربكم، ولا تتبعوا شيئا من دونه " (٤).

وقال ابن عطية: هذا (أمر يعم النبي صلى الله عليه وسلم


(١) ابن أبي العز، شرح العقيدة الطحاوية ص ٥٢٥.
(٢) السعدي، عبد الرحمن ٢/ ٢٣٣.
(٣) سورة الأعراف الآية ٣
(٤) الطبري، تفسير الطبري ٣/ ٤٠٠.