للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن حجر: أبدى ابن العربي لتخفيف شعر الشارب معنى لطيفا فقال: " إن الماء النازل من الأنف يتلبد به الشعر لما فيه من اللزوجة ويعسر تنقيته عند غسله وهو بإزاء حاسة شريفة؛ وهي الشم، فشرع تخفيفه ليتم الجمال والمنفعة به " (١).

فتخفيف الشارب لمصلحة صحية تتمثل في منع تجمع الأوساخ عليه التي تخلط مع الطعام فتسبب ضررا بالصحة.

أما اللحية فالمسلم مأمور بإعفائها، كما جاء في الحديث السابق لكن السنة تمشيطها وتنظيفها وتخليلها بالماء عند الوضوء بما يحقق نظافتها، أخرج الترمذي في سننه بسنده من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية عن حسان بن بلال قال: رأيت عمار بن ياسر توضأ فخلل لحيته فقيل له - أو قال: فقلت له -: أتخلل لحيتك. قال: وما يمنعني ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته (٢).

وروي عن عطاء رضي الله عنه أنه قال: " اغسل أصول شعر اللحية " (٣).

وروي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه: (إيجاب تخليل اللحية في الوضوء والغسل) (٤)


(١) فتح الباري ١٠/ ٣٤٨
(٢) سنن الترمذي، كتاب الطهارة، باب ما جاء في تخليل اللحية ١/ ٤٤.
(٣) المحلى لابن حزم ٢/ ٣٤.
(٤) المحلى لابن حزم ٢/ ٣٤.