للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إرسال الرسل {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (١) هؤلاء الرسل صفوة الخلق وخير الخلق، وأفضل الخلق، كلفوا بحمل الرسالة فحملوها، وأدوا الأمانة ونصحوا لأممهم، بذلوا جهدهم في سبيل هداية أممهم، فهدى الله من شاء وأضل من شاء، ما من نبي بعث إلا وله أعداء يخاصمونه، ويجادلونه، ويكذبونه، ويقابلون دعوته بالتكذيب والإنكار، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (٢)، تلك العداوة للرسل ليست لهوان الرسل على الله، ولكن تلك العداوة للرسل فيها حكم عظيمة منها:

أولا: عظم ثواب الرسل بصبرهم وثباتهم.

ثانيا: ليتميز الحق من الباطل، فإذا وجد الأعداء والخصوم والمناوئون، وجد مقابلهم من يدافع عن الحق ويناضل عن الحق والهدى، رسل الله تفاوتوا في كثرة الاتباع، فمن رسل الله من يأتي وليس معه أحد، ومنهم من يأتي ومعه الرجل والرجلان، وليس ذلك لقصور في بيان الرسل، ولكن الله يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله، تتابعت الرسالات وعمت جميع الخلائق،


(١) سورة النساء الآية ١٦٥
(٢) سورة الأنعام الآية ١١٢