الهدى من الصحابة ومن سار على نهجهم، لكن القوم قد أشربوا الباطل، ونشأوا وهرموا عليه، فعندما ابتدأ الدعوة إلى الله قوبل بالإنكار، وقوبل بالتكذيب، وقوبل بالعداء، وقيل له: جئت الناس بما لا يعرفه آباؤهم، وقيل له: إنك أتيت بمذهب خامس زائد على المذاهب الأربعة، وقيل، وقيل، لكنه لم يلتفت لتلك الأمور، بل حزم وعزم وقام لله قيام صدق وإخلاص، وعلم الله ذلك منه فوفقه وأعانه، وكان يعرض دعوته لمن يثق به ممن يرجو أن ينصرها ويؤيدها {وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(١).
فعندما ضاقت بالشيخ الحيل، وضاقت به الأرض بما رحبت ولم يجد ناصرا ولا مؤيدا لجأ إلى الله، وفوض أمره إلى الله، واستعان بمن هو على كل شيء قدير، فسخر الله له، وهيأ الله له إماما من أئمة المسلمين الأفذاذ في ذلك الزمان، ألا وهو الإمام محمد بن سعود بن مقرن آل سعود، فقبل هذه الدعوة، واقتنع بها، وارتضاها، واطمأن إليها، وشرح الله صدره لها، فآوى الشيخ، وأيده، ونصره، ودافع عنه، واتخذه إماما له يقتدي به، ويتأسى به، ويسمع ويطيع لتوجيهاته؛ لأنه يراها حقا وهدى، وذاك فضل الله يؤتيه من يشاء.
فهذا الإمام رحمه الله لما بين له الحق شرح الله صدره لقبوله، واطمأن لذلك، وعاهد الشيخ على القيام بالدعوة إلى الله، ونشر هذه