للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خالفتمونا في أنكم قلتم: الأولياء يعظمون، ويطلب الشفاعة منهم، وإلى غير ذلك، ونحن نقول: أولياء الله حقا هم المتقون، والشفاعة ملك لله لا تطلب من غيره، ولكن تطلب منه جل وعلا {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} (١)، {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} (٢).

تنازعتم معنا في شرعية أعراف الجاهلية وأحكامها، ونحن نقول: ردوا التنازع إلى الكتاب والسنة ليحكم فيكم كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم تجدون أنه لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله، وأن المؤمن حقا لا يتحاكم إلى غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، دعوة جاءت لتقول للناس: أيها الناس اتبعوا الكتاب والسنة ودعوا التعصب الباطل الذي حقيقته قبول الآراء بلا دليل، والجمود على آراء الناس بلا حجة، فكتاب الله واضح المعالم، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بينة، فاعملوا بها، ودعوا التعصب للمشايخ وأرباب الطرق، وسيروا على المنهج القويم، جاءت هذه الدعوة لتقول للناس: الاجتهاد لم يغلق بابه، وكل عالم له أن يجتهد في البحث عن الحق من مصادره الأساسية، وأما أن نتمسك بعادة وتقليد لا أساس لها فذاك عين الباطل، جاءت هذه الدعوة لتقول للناس: انظروا ما دل الكتاب والسنة عليه وما أجمع


(١) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٢) سورة الزمر الآية ٤٤