للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالحمد لله رب العالمين، إن خصوم هذه الدعوة أرادوا تشويهها ونقلوها لغيرهم بصورة مشوهة كاذبة، فمنها: قالوا: إن أرباب هذه الدعوة حكموا على الناس بالكفر، وإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كفر عموم الأمة، وحكم عليهم بالكفر والخلود في النار {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (١).

والشيخ قد تبرأ منها فهو لم يأت ليكفر الناس، جاء ليدعو الناس ويهديهم سواء السبيل، ولم يقل للناس بأنهم كفار، هو لا يكفر إلا من كفر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ممن عرف الحق فحاد عنه كبرا وعنادا، قالوا: إن ابن عبد الوهاب كفر من لم يستجب له، وزعم أن المسلمين الذين لم يخضعوا لدعوته كفار، وقد رد هذا القول وتبرأ منه، وقال: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (٢).

قالوا عن الشيخ: إن مذهبه مذهب الخوارج، لماذا؟ قالوا: لأنه يحكم على من عبد القبور وطاف بها بأنه حلال الدم، والشيخ بريء من مذهب الخوارج كله، الشيخ بريء من مذهب الخوارج، وبريء من كل المذاهب الضالة، وهو على منهج مستقيم يدعو إلى الله على علم وبصيرة.

وقالوا عن الدعوة أيضا: إنها مذهب خامس، والشيخ يتبرأ


(١) سورة الكهف الآية ٥
(٢) سورة النور الآية ١٦