للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصف الأول فالأول ويتراصون في الصف (١)»، وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه (٢)»، والمأمور: أن يسبق الرجل بنفسه إلى المسجد، فإذا قدم المفروش وتأخر فقد خالف الشريعة من وجهين:

من وجه تأخره وهو مأمور بالتقدم

ومن وجهة غصبه لطائفة من المسجد، ومنع السابقين إلى المسجد أن يصلوا فيه وأن يتموا الصف الأول فالأول.

ثم إنه يتخطى الناس إذا حضروا، وفي الحديث «الذي يتخطى رقاب الناس يتخذ جسرا إلى جهنم (٣)»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «اجلس فقد آذيت (٤)» ثم إذا فرش هذا فهل لمن سبق إلى المسجد أن يرفع ذلك ويصلي موضعه؟

فيه قولان: أحدهما ليس له ذلك؛ لأنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه.

والثاني: وهو الصحيح أن لغيره رفعه والصلاة مكانه؛ لأن هذا السابق يستحق الصلاة في الصف المتقدم، وهو مأمور بذلك أيضا، ولا يتمكن من فعل هذا المأمور واستيفاء ذلك الحق إلا برفع ذلك المفروش، وما لا يتم


(١) أخرجه النسائي في الإمامة.
(٢) صحيح البخاري الأذان (٦١٥)، صحيح مسلم الصلاة (٤٣٧)، سنن الترمذي الصلاة (٢٢٥)، سنن النسائي الأذان (٦٧١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٠٣)، موطأ مالك النداء للصلاة (٢٩٥).
(٣) " من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة اتخذ جسرا إلى جهنم "، أخرجه الترمذي عن معاذ بن أنس الجهني.
(٤) سنن النسائي الجمعة (١٣٩٩)، سنن أبو داود الصلاة (١١١٨).