للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية (١)». وفي حديث عائشة: «يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين (٢)»، وفي حديث ابن عباس: «يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن في الأثر (٣)». فالدعاء لهم بهذا وأشباهه كله طيب، وفي الزيارة ذكرى وعظه؛ ليستعد المؤمن لما نزل به وهو الموت، فإنه سوف ينزل به ما نزل بهم، فليعد العدة ويجتهد في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويبتعد عما حرم الله ورسوله من سائر المعاصي، ويلزم التوبة عما سلف من التقصير، هكذا يستفيد المؤمن من الزيارة. أما ما ذكرت من زيارة القبور لعلي رضي الله عنه والحسن والحسين أو غيرهم إنها تعدل سبعين حجه - فهذا باطل ومكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس له أصل، وليست الزيارة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم - الذي هو أفضل الجميع - تعدل حجة. الزيارة لها حالها وفضلها، لكن لا تعدل حجة، فكيف بزيارة غيره عليه الصلاة والسلام؟ هذا من الكذب، وهكذا قولهم: "من زار أهل بيتي بعد


(١) رواه مسلم في (الجنائز) باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها برقم (٩٧٥) وابن ماجه في كتاب ما جاء في (الجنائز) باب ما جاء في ما يقال إذا دخل المقابر برقم (١٥٤٧).
(٢) رواه مسلم في (الجنائز) ما يقال عند دخول القبر برقم (٩٧٤).
(٣) رواه الترمذي في (الجنائز) باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر برقم (١٠٥٣).