للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام: - وهو يروي ما اتفق عليه أهل السنة - (واتفقوا على أن الله تعالى إذا وعد عباده بشيء كان وقوعه واجبا عليه بحكم وعده، فإنه الصادق في خبره الذي لا يخلف الميعاد) (١).

ب - الوعيد:

مذهب أهل السنة أن الوعيد الموجود في الكتاب والسنة لأهل الكبائر قد بين الله في كتابه أنه بشروط - بأن لا يتوب فإن تاب تاب الله عليه، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (٢) أي لمن تاب.

وبأن لا تكون له حسنات تمحو ذنوبه فإن الحسنات يذهبن السيئات، قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (٣).

وبأن لا يشاء الله أن يغفر له، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٤).

وعليه فإن مرتكب الكبيرة مما دون الشرك إذا لم يتب ولم تكن له حسنات تمحو سيئاته فإنه تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه على قدر ذنبه ثم أخرجه من النار فلا يخلد فيها.


(١) منهاج السنة النبوية ج١ ص٣١٥.
(٢) سورة الزمر الآية ٥٣
(٣) سورة هود الآية ١١٤
(٤) سورة النساء الآية ٤٨