للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العذاب ليرجع عن السنة ويوافقهم على البدعة فما رجع، ومثله شيخ الإسلام ابن تيمية عذب وسجن وغرب فما رجع عن السنة ومحاربة البدعة وغيرهما الكثير.

قال شيخ الإسلام: (. . . وأما أهل السنة والحديث فما يعلم أحد من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده، بل هم أعظم الناس صبرا على ذلك وإن امتحنوا بأنواع المحن. . وهذه حال الأنبياء وأتباعهم من المتقدمين كأهل الأخدود ونحوهم، وكسلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وغيرهم من الأئمة، حتى كان مالك رحمه الله يقول: لا تغبطوا أحدا لم يصبه في هذا الأمر بلاء. . ومن صبر من أهل الأهواء على قوله فذلك لما فيه من الحق؛ إذ لا بد في كل بدعة - عليها طائفة كبيرة - من الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. . . ما يوجب قبولها؛ إذ الباطل المحض لا يقبل بحال. وبالجملة فالثبات والاستقرار عند أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف مما هو عند أهل الكلام والفلسفة. . .) (١).


(١) الفتاوى ج٤ ص ٥٠، ٥١.