للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم، يأمرون أممهم بالتوحيد الذي هو عبادة الله وحدة، وينذرون عن عبادة الطواغيت. وكما ورد في الحديث: «نحن معاشر الأنبياء أولاد علات، أبونا واحد - يعني التوحيد - وأمهاتنا شتى (١)» يعني الشرائع كما قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (٢).

وكل هذا - ولله الحمد - تعرفونه، وتفهمونه، فاحمدوا الله تعالى على ما من علينا وعليكم بهذا الإمام الذي غرز الله في قلبه محبة التوحيد ومحبة من يدعو إليه في آخر هذا الزمان.

ولقد علمتم ما سلف في هذه البلدان من المنكرات التي لا تعد ولا تحصى، ومن ظهور الشرك والبدع التي لا تخفى.

واعلموا - وفقني الله وإياكم - أن أجل مقاصد إمامنا وملكنا في هذه التعليمات ثلاثة أمور:

الأول: تفهيم عوام المسلمين قواعد الدين المشتملة على التوحيد الذي تضمنته (الثلاثة الأصول و (الأربع القواعد) و (كتاب التوحيد) لإمام هذه الدعوة النجدية، وتفهيم الناس أنواع


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٣/ ١٢٧٠) رقم (٣٢٥٩)، ومسلم في صحيحه (٤/ ١٨٣٧) رقم (٢٣٦٥).
(٢) سورة المائدة الآية ٤٨