للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أما بعد: فالحمد لله الذي أرسل رسوله بدين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

فلقد بين سبحانه الحكمة من خلق الثقلين ألا وهي عبادته سبحانه، فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١) وأمرنا سبحانه بإخلاص هذه العبادة له فقال: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (٢).

وبين سبحانه هذه العبادة، ونهى عن الشرك، وجاهد رسوله صلى الله عليه وسلم في سبيل ذلك، ولم يقبض حتى أرسى قواعد الإسلام، وسار على ذلك صحابته ومن تبعهم على الحق ممن جاء بعدهم، وخاصة في القرون الثلاثة المفضلة بشهادته صلى الله عليه وسلم ومن أتى بعدهم ودعا إلى الله وصبر على الدعوة، فمنهم من عذب، ومنهم من مات، ومنهم من مات شهيدا - رضي الله عنهم فالمسلم مأمور بالثبات على الدين والصبر عليه فيصبر ويثبت


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة البينة الآية ٥