للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عصمة من الخطأ والزلة خصوصا من تقلب القلب عن الدين والملة، وإنما المراد تعليم الأمة فهل تخاف علينا من زوال نعمة الإيمان أو الانتقال من الكمال إلى النقصان، قال: نعم، يعني أخاف عليكم يقلبها أي القلوب كيف شاء مفعول مطلق أي تقليبا يريده. . . " (١).

وفي هذا الحديث إشارة إلى إثبات صفة التقليب لله - عز وجل - وأصل التقليب تغيير من حال إلى حال وتقليب القلوب والبصائر صرفها من رأي إلى رأي، وهذه الصفة من الصفات الفعلية ومرجعها إلى القدرة ففيه الرد على المعتزلة حيث فسروا الآية بمعنى الطبع، والطبع عندهم الترك فالمعنى عندهم: نتركهم وما اختاروا لأنفسهم، وليس هذا معنى التقليب في لغة العرب فلا يصح تفسير الطبع بالترك، فالصواب أن الطبع كما قال أهل السنة والجماعة: خلق الكفر في قلب الكافر واستمراره عليه إلى أن يموت (٢).


(١) تحفة الأحوذي / المباركفوري: ٦/ ٢٩١.
(٢) انظر: كتاب التوحيد، للإمام البخاري، شرح أبي محمد عبد الواحد الهاشمي، ٥٢ ط٢، ١٤٠٤هـ.