للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اتقوا ربكم، وتزودوا لمعادكم، فخير زاد للمعاد التقوى، {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (١)، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} (٢).

أمة الإسلام، خلق الله أبانا آدم أبا البشر بيده، ونفخ فيه من روحه، أسجد له ملائكته، وأسكنه وزوجه جنته، فحسدهما إبليس، فزين لهما المعصية، فأهبطهم الله من الجنة، هبط آدم وزوجته من الجنة وهما يحملان نور الإيمان والهداية، أهبطهما الله إلى الأرض تحقيقا لوعده: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (٣) ليعمر الأرض بطاعة الله وتوحيده، ولتستضيء الأرض كما استضاءت السماء.

ظل نور التوحيد والهداية يضيء للبشرية قرونا عديدة حتى اجتالت الشياطين بني آدم عن فطرتهم، وزينت لهم الشرك بالله، وأخرجتهم من النور إلى الظلمات. نعم أيها المسلم، ما من مولود يولد إلا وفي قلبه نور الفطرة، الهداية والإيمان، ولكن شياطين الإنس والجن تجتاله عن تلكم الفطرة، تخرجه من النور إلى الظلمات، من


(١) سورة البقرة الآية ١٩٧
(٢) سورة النساء الآية ١
(٣) سورة البقرة الآية ٣٠