للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويذكي قطيعتنا، ويشجع بعدنا عن ديننا. إن ديننا الحق ليس سببا للتخلف، ألا ترى الله يقول: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (١)؟!

إن المسلم يتساءل: لماذا لا يكون لأمة الإسلام كيان اقتصادي موحد خال من التبعية؟ لماذا لا يكون لها كيان يستمد منهجه من كتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، كيان خال من الربا أخذا وعطاء، كيان يجعل بلاد الإسلام أسواقا لترويج منتجاتها وصناعتها، كيان يعطينا قوتنا وتميزنا، لست أنادي بنبذ التعاون مع الآخرين، ولكن ليكن للأمة استقلاليتها، ولا يتم ذلك إلا بتعاون الجميع في إيجاد منظمة اقتصادية إسلامية تعالج مشاكل العصر، حتى تكون الأمة على استقلالها كما أراد الله لنا: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (٢).

أمة الإسلام، في مثل هذا اليوم وفي مثل غد أعلن المصطفى صلى الله عليه وسلم النداء العام للأمة: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا (٣)». نعم أيها المسلم، إنه النداء الذي يبين حقوق الإنسان الحقة المبنية على العدل لا على الظلم والجور، حقوق الإنسان كما


(١) سورة الملك الآية ١٥
(٢) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٣) صحيح البخاري العلم (١٠٥)، صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (١٦٧٩)، مسند أحمد (٥/ ٤١)، سنن الدارمي المناسك (١٩١٦).