للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن يبنى عليه (١)»، رواه الإمام مسلم في صحيحه.

فالبناء على القبور وتجصيصها ووضع الزينات عليها أو الستور كله منكر ووسيلة إلى الشرك، فلا يجوز وضع القباب أو الستور أو المساجد عليها.

وهكذا زيارتها على الوجه الذي ذكره السائل من الجلوس عندها والتهليل وأكل الطعام والتمسح بالقبر والدعاء عند القبر والصلاة عنده، كل هذا منكر وكله بدعة لا يجوز، إنما المشروع زيارة القبور للذكرى والدعاء للموتى والترحم عليهم ثم ينصرف.

والمشروع للزائر للقبور أن يقول: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين (٢)»، وما أشبه ذلك من الدعوات فقط. هذا هو المشروع الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم. وروى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبور المدينة فقال: السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر (٣)».

وأما الإقامة عند القبر للأكل والشرب أو التهاليل أو للصلاة أو قراءة القرآن فكل هذا منكر لا أصل له في الشرع المطهر، وأما


(١) رواه مسلم في (الجنائز) باب النهي عن تجصيص القبر برقم (٩٧٠).
(٢) رواه مسلم في الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور برقم (٩٧٤).
(٣) رواه الترمذي في الجنائز باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر برقم (١٠٥٣).