للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونجده يصرح أحيانا بأنه هو الذي سأل الإمام أحمد كما في المثال الآتي:

قال أبو داود: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه؟

قال: لا، أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة. فإن ترك كلامه فكلمه، وإلا فألحقه به.

قال ابن مسعود: " المرء بخدنه " (١).

وكثيرا ما يذكر في كتابه " السنن " مثل هذه الأسئلة التي كان يتوجه بها إلى الإمام أحمد (٢).

وقد ينقل قوله دون أن يكون هذا القول جوابا لسؤال سائل كما ذكر أبو يعلى:

قال أبو داود: سمعت أبا عبد الله يقول: من قال إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر (٣).

وهذا كثير الورود في " السنن " أيضا.

ويظهر أن إعجابه البالغ بأحمد وحبه الكبير له كان يحمله على أن يتشبه به حتى رأينا بعض العلماء يذكر تشبهه بأحمد، وهذا مشاهد عند الطلبة المعجبين بأستاذهم، فتراهم يقلدونه حتى في نبرات صوته وسلوكه، مظهره.


(١) " طبقات الحنابلة " ١/ ١٦٠ و " المنهج الأحمد " ١/ ١٧٥.
(٢) انظر فصل تعليقات أبي داود في دراستنا هذه.
(٣) " طبقات الحنابلة " ١/ ١٦١.