إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله، أد إلي أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر، والغنم، والرقيق، فقال: يا عبد الله، لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه، فلم يترك منه شيئا. اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون (١)» وجه الدلالة: الحديث يدل على مشروعية التوسل إلى الله بصالح الأعمال من وجهين:
الأول: أن هؤلاء الثلاثة عند ما توسلوا إلى الله بصالح
(١) رواه البخاري في كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ومسلم في الذكر، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، وأبو داود في البيوع، باب الرجل يتجر في مال الرجل بغير إذنه، وانظر: جامع الأصول حديث ٧٨٢٢.