للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العباس وقد أقره الصحابة على ذلك فكان إجماعا، والإجماع حجة قاطعة عند الجمهور (١)، فتأكد بذلك مشروعية التوسل بدعاء الصالح الحي لا بجاهه أو ذاته.

٢ - روى أبو زرعة الدمشقي، ويعقوب بن سفيان في تاريخيهما، وابن الجوزي في صفة الصفوة عن سليم بن عامر الخبائري (أن الشام قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ فناداه الناس فأقبل يتخطى، فأمره معاوية فصعد المنبر فقعد عند رجليه، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنا نستشفع إليك بيزيد بن الأسود، يا يزيد ارفع يديك إلى الله، فرفع يديه ورفع الناس، فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهبت لها ريح فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم

وجه الدلالة: ما ورد في الأثر من قوله: (اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا) إلى قوله: (يا يزيد ارفع يديك إلى الله) يدل على


(١) انظر: قاعدة جليلة ص ١٥٤ - ١٣١، وروضة الناظر ص ٦٧.