للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقلب الأخبار وهو لا يعلم، حتى كثر ذلك من روايته، فاستحق الترك، وأما تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وأمثاله فهذا ما أنكره عليه أئمة العلم بالحديث وقالوا: إن الحاكم يصحح أحاديث وهي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث. (١)

ومما يؤكد بطلان هذا الحديث أنه يخالف كتاب الله في موضعين:

الأول: أنه تضمن أن الله غفر لآدم بسبب توسله بمحمد صلى الله عليه وسلم، والله يقول: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (٢)

وقد جاء تفسير هذه الكلمات عن ابن عباس بما يخالف هذا الحديث، فقد أخرج الفريابي وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (٣) قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ في من روحك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تسبق إلي رحمتك قبل غضبك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى، قال: أي رب أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم، قال:


(١) قاعدة جليلة ص ٨٥.
(٢) سورة البقرة الآية ٣٧
(٣) سورة البقرة الآية ٣٧