للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام، ينشرون الشر والتخريب، في أرض القداسات: عند حرم الله بمكة المكرمة، وعند مسجد رسول الله بالمدينة المنورة.

فنحب أن نخاطب عقولهم، ونحرك ضمائرهم، لعل الله ينير بصائرهم، ليحاسبوا أنفسهم قبل أن تحاسب، وليعرفوا الحق حقا ويرجعوا إليه، والباطل باطلا فيبتعدوا عنه، ولا يتغلب عليهم الشيطان ليصروا على أفعالهم وفكرهم؛ لأن الرجوع إلى الحق، خير من التمادي في الباطل يقول سبحانه: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} (١)، وإنها لأمانة نحملها من سمع ليبلغ فرب مبلغ أوعى من سامع حيث نسائلهم بالله الذي يجب أن يستشعروا عظمته وجبروته بين أعينهم ويضعوا الخوف منه في سويداء قلوبهم، وأمام خواطرهم، بأن يتمعنوا في هذه التساؤلات، ويجيبوا بينهم وبين أنفسهم أولا، مراقبين الله في هذا، ثم مطبقين بعد أن يلين الله القلوب، لمعرفة الحق وما يصححه من الدليل: من الكتاب والسنة، وأقوال العلماء المعتبرين.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه ومن دعاكم فأجيبوه (٢)» ومن السؤال بالله هذه التساؤلات وما تحمل من معنى،


(١) سورة آل عمران الآية ٨
(٢) من حديث أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ينظر جامع الأصول لابن الأثير ١١: ٦٩٢.