للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: {وَالْفَجْرِ} (١) {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (٢) والفجر في اللغة: هو شق الشيء شقا واسعا، ومنه قيل للصبح فجر لكونه فجر الليل (٣) واختلف في تحديد المراد بالفجر هنا:

- فقيل: هو الصبح أو الفجر المعروف. وسمي فجرا لكونه وقت انفجار الظلمة عن النهار من كل يوم.

- وقيل: أريد به فجر مخصوص، وهو فجر يوم النحر. وهو أفضل الأيام عند الله كما جاء في الحديث: «أفضل الأيام عند الله يوم النحر (٤)»، أو فجر ذي الحجة؛ لأن الله قرن الأيام به فقال: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (٥).

- وقيل: عنى بالفجر العيون التي تنفجر منها المياه، وفيها حياة الخلق. وهذا القول مبني على أصل المعنى اللغوي، وهو ضعيف؛ إذ لا دليل عليه.

والذي أراه راجحا من هذه الأقوال هو المعنى الأول؟ أي أن


(١) سورة الفجر الآية ١
(٢) سورة الفجر الآية ٢
(٣) الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن، ص ٥٦٢.
(٤) رواه البيهقي. انظر: البيهقي: سنن البيهقي الكبرى، حديث رقم ٩٩٤، ج ٥، ص ٢٣٧.
(٥) سورة الفجر الآية ٢