للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نافية لكلام محذوف؟ كأنه قال: ليس الأمر كذلك، ثم قال: أقسم (١). وذهب بعضهم إلى أنها نافية للقسم نفسه، وذلك على أن المطلوب أجل وأوضح من أن نحاول إثباته بالقسم (٢).

وقيل: إن (لا) أصلها لام الابتداء، وأشبعت فتحتها (٣).

والقول الآخر هو الذي رجحه الدكتور فضل عباس (٤)، وهو ما أختاره وأرجحه، وذلك:

١ - لأن هذه قراءة سبعية. كما في قراءة ابن كثير لقوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} (٥) فقد قرأها بغير ألف: {لأقسم بيوم القيامة} (٦).

٢ - ثم إنه في كلام العرب ما يشهد لإشباع لام الابتداء. ومن ذلك قول عنترة:

ينباع من ذفري غضوب جسرة ... زيافة مثل الفنيق المكدم


(١) انظر: ابن فارس: الصاحبي في فقه اللغة، ص ١٧٠ الشنقيطي: أضواء البيان، ٨، ص ٦٣٤.
(٢) الرازي: التفسير الكبير، ج ١٥، ص ٧٢٠.
(٣) الشنقيطي: أضواء البيان، ج ٨، ص ٦٣٤.
(٤) عباس، فضل: لطائف المنان، ص ٢٤٤.
(٥) سورة القيامة الآية ١
(٦) انظر: ابن خالويه: الحجة في القراءات السبع، ص ٣٥٦.