للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والغشاوة: هي ما يغطى به الشيء (١). والضمير في قوله: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} (٢) {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} (٣) {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} (٤) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} (٥).

فالضمائر كلها عائدة على الشمس. وحقيقة الأمر أن إسناد الغشي إلى الليل مجاز عقلي، من إسناد الفعل إلى زمنه؛ لأن الليل لا يغطي الشمس على الحقيقة، ولكن في زمن الغشي تكون الشمس محجوبة عنا بنصف الكرة الأرضية (٦).

أما قوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} (٧) فهو عام، وعدم ذكر المفعول إنما هو للتعميم (٨). فيكون المعنى: يغشى الليل الأفق وجميع ما بين السماوات والأرض فيذهب ضوء النهار.

وأقسم سبحانه بالليل لكونه جليلا عظيما يسكن الخلق فيه عن الحركة، ويغشاهم النوم الذي فيه راحة الأبدان (٩).

٦ - القسم بالليل إذا سجى. قال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} (١٠) وقوله: "سجى" أي سكن، نقول: سجى البحر سجوا بمعنى:


(١) الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن، ص ٦٠٧.
(٢) سورة الشمس الآية ١
(٣) سورة الشمس الآية ٢
(٤) سورة الشمس الآية ٣
(٥) سورة الشمس الآية ٤
(٦) انظر: ابن عاشور: التحرير والتنوير، ج ٣٠، ص ٣٦٨.
(٧) سورة الليل الآية ١
(٨) انظر: البرسوي: روح البيان، ج ١٠، ص ٤٤٧.
(٩) الصاوي: حاشية الصاوي، ج ٤، ص ٣٢٣.
(١٠) سورة الضحى الآية ٢