للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالفعل أو بالقول على سبيل الدعاء (١). قال تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (٢).

وأقسم سبحانه بالعمر فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (٣) قال الزجاج: "قال النحويون: ارتفع لعمرك بالابتداء، والخبر محذوف. المعنى: لعمرك قسمي، أو لعمرك ما أقسم به، وحذف الخبر لأن في الكلام دليلا عليه" (٤).

والقسم بالعمر هنا قسم بعمر مخصوص، هو عمر النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم: "أكثر المفسرين من السلف والخلف -بل لا يعرف عن السلف فيه نزاع- أن هذا قسم من الله بحياة رسول صلى الله عليه وسلم" (٥).

ولم يقسم سبحانه في كتابه بغير حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه مزية لم تعرف لغيره، وفي هذا ما يدل على فضل حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعزتها على الله.


(١) انظر: الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن، ص ٥٨٦. السمين الحلبي: عمدة الحفاظ ج ٣، ص ١٢٢.
(٢) سورة فاطر الآية ١١
(٣) سورة الحجر الآية ٧٢
(٤) الزجاج: معاني القرآن، ج ٣، ص ١٨٤.
(٥) ابن القيم: التبيان في أقسام القرآن، ص ٥٤٧.