للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمة ذات قدر. وغير ذلك من الأقوال.

وهي معاني متقاربة يشملها جميعا المعنى الأول، فهي جميعا دالة على قدر هذه الليلة، وفضلها، وعظيم منزلتها.

وهذه الليلة من العظمة بحيث تفوق حقيقتها حدود الإدراك البشري، وهي خير من آلاف اللحظات الزمنية في حياة البشر، فكم من آلاف الشهور، بل وآلاف السنين قد انقضت دون أن تترك في الحياة بعض ما تركته هذه الليلة المباركة السعيدة، من آثار وتحولات (١).

ولهذا فلا غرابة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحثنا على تحريها في الفترة الزمنية التي تقع فيها فيقول لنا: «تحروا ليلة القدر، في العشر الأواخر من رمضان (٢)».

ولا غرابة في أنه صلى الله عليه وسلم يحثنا على قيام هذه الليلة مبينا عظيم أجرها، فيقول: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه (٣)».


(١) انظر: قطب، سيد: في ظلال القرآن، ج ٦، ص ٣٩٤٥.
(٢) رواه البخاري. انظر: الصحيح مع الفتح، كتاب فضل ليلة القدر، باب رقم ٣، حد رقم ٢٠٢٠، ص ٧٩٠.
(٣) رواه البخاري. انظر: الصحيح مع الفتح، كتاب الصوم، باب رقم ٦، حديث رقم ١٩٠١، ج ٤، ص ٦٠٨.