للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القوم: اجتمعوا من هنا وهنا (١). ومنه (الجمعة)، سميت بذلك لاجتماع الناس إلى الصلاة (٢).

ويلحظ في الآية السابقة التأكيد على ضرورة أداء صلاة الجمعة في وقتها دون تأخير، حتى لو أدى ذلك إلى ترك الأعمال فور سماع ندائها.

كما يلحظ هذا التشديد على أداء صلاة الجمعة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في قوله عليه الصلاة والسلام: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين (٣)».

وفي التأكيد على الالتزام بهذه الصلاة إشارة إلى أهميتها وفضلها، وفي ذلك ما يدل على أهمية وفضل اليوم الذي تقع فيه.

وفضل هذا اليوم لا يقف عند هذا الحد، بل يصدق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة (٤)».


(١) ابن منظور: لسان العرب، مادة (جمع)، ج ٨، ص ٥٣.
(٢) الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن، ص ٢٠٢ السمين الحلبي: عمدة الحفاظ ج ١، ص ٣٣٧.
(٣) رواه مسلم. انظر: صحيح مسلم، كتاب الجمعة، باب رقم ١٢، حديث رقم ٨٦٥، ج ٢، ص ٤٩٥.
(٤) رواه ابن حبان. انظر: صحيح ابن حبان مع تقريب الإحسان، كتاب الصلاة، باب رقم ٣٠، حديث رقم ٢٧٧٠، ج ٧، ص ٥. وللتوفيق بين هذا الحديث ومثله من الأحاديث الدالة على أن يوم الجمعة هو أفضل الأيام، وبين ما جاء عن يوم عرفة أنه أفضل الأيام، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ (رواه مسلم: صحيح مسلم، كتاب الحج، باب رقم ٧٩، حديث رقم ١٣٤٨، ج ٢، ص ٨٠٢) للتوفيق بين ذلك، قال الزرقاني: "الأصح أن يوم عرفة أفضل أيام السنة، ويوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع ". انظر: الزرقاني: شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، ج ١، ص ٣١٨.