للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومتقلب في الفساد؛ لأن أفهام الناس تختلف ما حقيقة الفساد؟ وما أسباب الفساد؟ الله - جل وعلا - قال لنا في سورة الأعراف: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} (١)، إذن، فالأرض صلحت بتوحيد الله، الأرض والعباد صلحوا بتوحيد الله وصلحت النفوس بشرع الله، وصلحت بالاستقامة على دين الله، وصلحت بالمحافظة على فرائض الإسلام، وصلحت بتحكيم الشريعة، وصلحت بالتزام الأوامر والبعد عن النواهي؛ صلح بذلك البلاد والعباد يقول - صلى الله عليه وسلم -: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم (٢)» أخرجه البخاري.

إذا، فالأرض والعباد سبب صلاحهم هو التمسك بدين الله، شريعة الله التي تمكنت من قلوب أولئك حتى عرفوا الحق على حقيقته، والباطل على حقيقته، فلما استبان لهم الرشد، وميزوا بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وبين الحسن والقبيح عند ذلك زكت النفوس، وصلحت الأقوال والأعمال.

إذا، فالفساد يأتي من إخلال الناس بشرع الله وعلى قدر بعدهم عن دين الله يكون فيهم الفساد، انظر إلى شعيب - عليه السلام - ماذا يقول لقومه {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (٣)


(١) سورة الأعراف الآية ٥٦
(٢) صحيح البخاري الأيمان والنذور (٦٦٩٥)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٥٣٥)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٢٢)، سنن النسائي الأيمان والنذور (٣٨٠٩)، سنن أبي داود السنة (٤٦٥٧)، مسند أحمد (٤/ ٤٤٠).
(٣) سورة هود الآية ٨٥