للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للنظم والقوانين البشرية الظالمة الجائرة فلا بد أن يظهر الفساد وينتشر بين الخلق، شاء الناس أم أبوا، فحكم الله أحسن الأحكام وأعدلها، يقول تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (١).

فتحكيم شريعة الله، وصدور الأمة عن أحكام الله في الدماء والأموال والأعراض وسائر شؤون الحياة هو الذي يغلق أبواب الفساد.

ومن أسباب الصلاح وإغلاق أبواب الفساد: أن تربى الأجيال التربية الإسلامية وأن يعتنى تربيتها تربية صالحة؛ لأن هذا النشء ولد على الفطرة السليمة، ونور الهداية في قلبه، فإن ترك وشأنه فإنه على الفطرة، لكنه بحاجة إلى من ينمي تلك الفطرة ويقويها؛ حتى تزداد وتظهر على سلوكه وتصرفاته.

فإن ربي الشباب التربية الإسلامية الحقة، وربط حاضرها بماضيهم، وقويت الصلة بين الحاضر والماضي من خلال مناهج تعليمهم، ومن خلال اختيار ذوي الكفاءة العلمية والأمانة في توجيههم وتعليمهم، فإن شبابنا ينشأ وهو يحمل روح الحق في نفسه، ينشأ وهو يحمل الهدى والعلم النافع؛ فيصلح الله به ويصلح في نفسه.


(١) سورة المائدة الآية ٥٠