للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أسباب الفساد أيضا: تعطل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلق أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي نالوا به المكانة العالية، والشرف الأسمى، وتبوءوا المقعد اللائق بهم كخير أمة أخرجت للناس، بقول الله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (١)، ويقول تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٢)، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقضي على الفساد الأخلاق والفساد العقدي؛ يقضي على ذلك بالوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وإذ عطل الأمر بالمعروف، أو قل شأنه فإن الأمة لا بد أن تكون في فساد، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (٣) {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (٤)، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليوشكن الله


(١) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٢) سورة آل عمران الآية ١٠٤
(٣) سورة المائدة الآية ٧٨
(٤) سورة المائدة الآية ٧٩