للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه السلام، {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (١)، أصغ إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} (٢) {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} (٣) {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} (٤) {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (٥).

موسى ماذا قال؟ بأي شيء دعا موسى؟ وأي شيء كان عليه فرعون؟ فرعون كان يقول: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (٦)، ويقول: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (٧).

هذا صلاحه الذي يرى أنه صلاح، أن دعا الناس إلى عبادته، وأنه ربهم المتصرف فيهم، وهذا الكلام منه من باب المكابرة، وإلا كما قال الله عز وجل عنه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (٨)، وموسى عليه السلام، يدعوه إلى الله، وإلى توحيده، وإلى


(١) سورة غافر الآية ٢٦
(٢) سورة غافر الآية ٢٣
(٣) سورة غافر الآية ٢٤
(٤) سورة غافر الآية ٢٥
(٥) سورة غافر الآية ٢٦
(٦) سورة النازعات الآية ٢٤
(٧) سورة القصص الآية ٣٨
(٨) سورة النمل الآية ١٤