على المرد من رواية الحديث لهم تعففا وتنزها ونفيا للمظنة عن نفسه. وكان أبو داود يحضر مجلسه ويسمع منه، وكان له ابن أمرد يحب أن يسمع حديثه، وعرف عادته في الامتناع عليه من الرواية، فاحتال أبو داود بأن شد على ذقن ابنه قطعه من الشعر ليتوهم أنه ملتح، ثم أحضره المجلس وأسمعه جزءا.
فأخبر الشيخ بذلك، فقال لأبي داود: أمثلي يعمل معه هذا؟
فقال له: أيها الشيخ لا تنكر علي ما فعلته واجمع أمردي هذا مع شيوخ الفقهاء والرواة فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه حينئذ من السماع عليك.
قال: فاجتمع طائفة من الشيوخ، فتعرض لهم هذا الأمرد مطارحا، وغلب الجميع بفهمه، ولم يرو له الشيخ مع ذلك من حديثه شيئا. وحصل له ذلك الجزء الأول (١).
وذكروا في بعض أخباره ما ينبئ عن اتخاذه بعض الخدم، ومنهم أبو بكر بن جابر خادمه الذي روى حديث مقابلة الموفق له.
(١) " معجم البلدان " ٣/ ١٩٢ طبعة بيروت سنة ١٣٧٦ هـ - ١٩٥٧ م.)